من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح لمعة الاعتقاد
258573 مشاهدة print word pdf
line-top
ابتغاء التأويل علامة على الزيغ

ذم الله تعالى الذين يؤولونه الذين يؤولون المتشابه، مبتغي التأويل لمتشابه التنزيل ذمهم الله تعالى وما أكثرهم كثير من الذين انحرفت عقائدهم فأنكروا أن يكون لله تعالى صفات دلت عليها الآيات القرآنية لم يجدوا بدا من أن يؤولوا هذه النصوص ويحرفوها تحريفا يبطل دلالتها قال الله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ الزيغ: هو الإنحراف -يعني- في قلوبهم إنحراف وانصراف عن الحق وعدم تقبل له لا تتسع قلوبهم لأن تتقبله في نظرهم أنهم إذا قبلوه فإنهم يكونون مشبهة وممثلة فعند ذلك ذمهم الله تعالى وأخبر بأنهم زائغون -نعوذ بالله من زيغ القلوب- وسبب زيغهم: عدم إيمانهم بالله تعالى وبكتبه قال الله تعالى فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ يتبعون المتشابه فيتعلقون به ويطعنون به في معتقد الحق وعقيدة أهل السنة والجماعة قصدهم بذلك أن يفتنوا الناس وأن يشبهوا عليهم وقصدهم بذلك أن يصلوا إلى تأويله -أي- تحريفه الذي سلكوه ويقول الله تعالى: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ أي: لا يعلم كيفيته إلا الله تعالى هو المنفرد بذلك.
فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ. الزيغ: هو الانحراف في الفطرة وفي الأفكار، قال الله تعالى: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ أي: جعل زيغ قلوبهم عقوبة لهم لما زاغوا فهؤلاء في قلوبهم زيغ، فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ -والعياذ بالله-.
وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم -يعني- أنهم جمعوا بين الاثنين: ابتغاء أن يفتنوا الناس وأن يشبهوا عليهم ويشوشوا عليهم وذمهم بابتغاء التأويل ابتغاء الفتنة فتنة الناس والتلبيس عليهم وابتغاء التأويل أي أنهم يحاولون أن يؤولوا هذه الصفات ويحرفوها ويصرفوها عما دلت عليه، ثم حجبهم عن ما أملوه أي ما يحاولون عليه، ما أملوه وقطع أطماعهم عما قصدوه فقال تعالى وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ أي: لا يعلم حقيقة كنهه وكيفيته وماهيته وما هو عليه إلا الله وحده فأما المخلوقون فإنهم محجوبون عن ذلك لا يصلون إلى شيء من علمه إلا ما أطلعهم عليه. فالتأويل -هاهنا- الذي لا يعلمه إلا الله هو علم الكنه والكيفية.

line-bottom